
بعد مضي ما يقارب الأربع سنوات على تحريره من رجس الإرهاب, تمكنت المؤسسة_العامة_لحلج_وتسويق_الأقطان أخيراً من إعادة تأهيل جزء من محلج_تشرين في حلب وبأقل التكاليف الممكنة و بناء على جهود العاملين في المؤسسة حصراً , ذلك أكده مدير عام المؤسسة المذكورة زاهر العتال، كاشفاً عن الانتهاء من إعادة تأهيل وتشغيل الصالتين الأولى والثانية في محلج تشرين بحلب ووضعهما بالخدمة مؤخراً, مشيراً إلى أن الاعتداءات الإرهابية التخريبية طالت جزءاً كبيراً من البنية الإنشائية والفنية والكهربائية للمحلج المذكور الذي يعد من اكبر المحالج في البلد, إذ تصل طاقته الإنتاجية إلى 700 طن من القطن المحبوب يومياً ومساحته تعادل 167 هكتاراً, ويحتوي على ثلاث صالات حلج تم تأهيل اثنتين منها, إضافة إلى عدد كبير من المستودعات ومظلات التخزين.
المحلج ليس الوحيد.......
خسائر « الأقطان» لم تقتصر على المحلج المذكور, بل كان لها النصيب الأكبر من الاعتداءات الإرهابية خلال سنوات الحرب حيث أدت الأخيرة إلى احتراق كمية 470 ألف طن من الأقطان المحبوبة و147 ألف طن من الأقطان المحلوجة و32 ألف طن من البذور تقدر قيمتها الدفترية بمبلغ 52 مليار ليرة, إضافة إلى تخريب 11 محلجاً من المحالج الموجودة في محافظات حلب والرقة ودير الزُّور والحسكة وإدلب, وسرقة ونهب محتوياتها, علماً أن كانت قبل الحرب تضم 17 محلجاً وأربعة مراكز استلام موزعة في كافة المحافظات القطر وكان وسطي استلام الأقطان المحبوبة 600 ألف طن سنوياً, ووصل في بعض السنوات إلى مليون طن.
الأقطان المحبوبة تشتكي «القلة».....
أما عن أرباح المؤسسة خلال الربع الأول من العام الحالي فقد وصلت إلى 2,401 مليار ليرة ناتجة حسب مدير الاقطان عن حلج 65 ألف طن من القطن المحبوب, حيث تم حلج تلك الأقطان في محالج المنطقة الوسطى فقط, منوهاً بأن المؤسسة تعاني العديد من الصعوبات التي تعترض تنفيذها للمهام الموكلة إليها ويأتي في مقدمتها قلة الأقطان المحبوبة المستلمة نتيجة تركز زراعة الأقطان في الرقة والحسكة ودير الزُّور بسبب الظروف الأمنية الراهنة لتلك المحافظات وانقطاع الطرق المؤدية لها, إضافة إلى عدم اعتماد خطة زراعية من شأنها تشجيع زراعة هذا المحصول الاستراتيجي المهم في المحافظات الآمنة كمنطقة الغاب في حماة وريف حلب الذي تم تحريره مؤخراً, فكانت كميات الأقطان المحبوبة التي ترد من تلك المحافظتين قبل الحرب تقدر بـ150 ألف طن أما حالياً فلا تتجاوز الكميات المستلمة 400 طن.
أزمة ديون ......
وبين العتال أن أبرز المشاكل التي تعاني منها المؤسسة هو ما يتعلق بالمديونية المترتبة على مؤسسات القطاع العام والتي وصلت إلى أرقام هائلة أثقلت كاهل المؤسسة ووضعتها في عجز مالي شديد أمام المصرف الزراعي التعاوني الذي يقوم بإقراض المؤسسة سنوياً بغية تسديد قيم الأقطان المحبوبة للمزارعين كاشفاً عن حجم الديون الذي وصل مؤخراً إلى 56 ملياراً للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية و 27 ملياراً للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية و3 مليارات المؤسسة العامة للسكرو440 مليوناً المؤسسة العامة لإكثار البذار, علماً أن المصرف الزراعي دائن للمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان بمبلغ 61 ملياراً ولو قامت تلك المؤسسات بتسديد ديونها لقامت المؤسسة بتحويل ما عليها من قروض مالية وتحقق لها فائض مالي يمكنها من التمويل الذاتي لشراء الأقطان المحبوبة من المزارعين وعدم اللجوء إلى الاقتراض من المصرف الزراعي.
300 ليرة للكيلو .....
وأكد العتال أن المؤسسة_العامة_لحلج_و_تسويق_الأقطان تعمل وفق توجيهات رئاسة_مجلس_الوزراء و توصيات اللجنة_الاقتصادية الصادرة مؤخراً والتي تضمنت في بنودها إجراءات من شأنها تحسين واقع زراعة الأقطان بتحديد سعر مبكّر ولأول مرة عند زراعتها بـ300 ليرة للكيلو غرام الواحد وتقديم البذار والشلول مجاناً إضافة إلى التمويل اللازم للمزارعين